يقول البروفيسور في علم الأقتصاد آنتوني دايفس ، أنّه لا بدّ من أنّ نذكّر بماهية النّقود ، ولماذا أخترعها الإنسان أساسا ، لكي نتمكّن من أن نقدّم إجابة واضحة عن هذا السّؤال .
قبل أن يخترع الإنسان النّقود ، إعتمد الإنسان لتوفير حاجيته على المقايضة .
قبل أن يخترع الإنسان النّقود ، إعتمد الإنسان لتوفير حاجيته على المقايضة .
إلّا أنّ المقايضة تضمّنت العديد إشكاليّتين إثنين :
- الأولى : هي ما يسمّيه الإقتصاديون ضرورة تزامن الأحتياجات او coincidence of wants problem ، بمعنى أنّه إذا كان هناك شخص 'أ' يملك ثمار البرتقال ، و ولنفترض انه في حاجة إلى الطّماطم ، فعلى هذا الشّخص 'أ' أن يبحث عن شخص 'ب' أوّلا ، يملك الطّماطم ، وثانيا ، أن يكون هذا الشّخص 'ب' في حاجة إلى البرتقال حتى يقبل مقايضة طماطمه بالبرتقال .
- ثانيا : إشكال التخزين ، فلنفترض أنّ الشّخص 'أ' أنتج كمية هامة من البرتقال ،وأراد أن يقوم بتخزينها ، هنا سيواجه مشكلة أنّ خطر تلف محصوله من البرتقال قائم ، ما يعني إمكانية خسارة قيمة بضاعته عند التّخزين .
ينتج عن هذا أنّ قيمة النّقود تكمن فقط في أنّ الأشخاص الآخرين ، سيقبلون مقايضتك بضاعة أخرى مقابل النّقود ، يعبارة أخرى ، فإنّ قيمة النّقود التي معك ، هي في حقيقة الأمرة قيمة للبضاعة أو الخدمات التي تنتجها أنت .
إذا ما تمت طباعة مزيد من النّقود ، فلن يعني هذا أنّه تمت مضاعفة البضاعة التي تنتجها ، فالبضاعة المتداولة حينها لن تتغير رغم مضاعفة عدد الأوراق النّقديّة . وهو ما يعني أنّ بقيّة الأشخاص لن يقبلوا ان يقايضوك بضاعهتهم بنفس الكمّيّة من النّقود ، ولكن بكميّة مضاعفة ، وبالتالي فإنّ طباعة النّقود ستعني أيضا مضاعفة الأسعار. إنّ ارتفاع الأسعار النّاتج عن مضاعة النّقد المتداول دون مضاعفة الإنتاج هو ما يسمّى بالتّضخّم . إذا ما قمننا بطباعة الأوراق النّقديّة و توزيعها على الجميع ، فلن نقوم بضاعفة المنتوجات الماديّة : الغذاء الماء المساكن الأحذية ... ، و بالتالي فلن ينتج عن هذا سوى مضاعفة للأسعار لكي تصير من جديد مناسبة لكتلة لنّقد المتداول بين الأفراد ، وبالتالي فلن تساهم طباعة الأموال في تحسين الظروف الماديّة للأفراد ، كما قد يتبادى للذّهن في بداية الأمر .
0 تعليقات:
إرسال تعليق